الجمعة، 24 يوليو 2009

يدٌ ونجمة




تقف امام المرآة تبدو بغاية جمالها ورونقها تتمايل يمينا ويساراً تمعن النظرفى الصورة المعكوسة


تدخل يديها فى شعرها تمررها قليلاً تجلب بمقدمة شعرها يمينا وتنظر ثم يساراًمبتسمة وواثقة من نفسها


وتقول بخاطرها: كثير حلوة انا


تنظر للخلف وتبتسم ابتسامة مشرقة وتقول : اربطيلى شعرى تاروح المدرسة


تبتسم برضا وسعادة وحب يغمر ارجاء المكان وتنظر لتلك الزهرة :يارب اشوفك وانتى رايحه للمدرسة تمسك خصلات شعرها برفق تربطها وهى تقول :هاى السندويتشات وندى هلا بدها تمر وبتوصلك بطريقها


هذة هى جنة بيديها الصغيرتين ووجهها البرئ وتلك الملامح الفلسطنية تخرج من منزلها بخطوات ثابتة وواثقة شامخةً كأنها الملكة على العرش


جنة :صباح الخيرندى


ندى :صباح النور ياصغيرة


جنة :لالا موصغيرةابداً حتى اسمى شوفيه تعرفى ماما حكت لى انه الجنة كتير كبيرة وانه فيها يلى نحبة كله كمان فيها بابا بتعرفى كمان كتير بحب النجوم بتعرفى بابا نجمة كتير حلوات انا رح ازورهم وامسكهم تنصت لها ندى كانها شخص كبير تعيرها كل اهتمامها


ندى :الجنة كتير حلوة ان شاء الله نروح بس هالا يالا ادخلى على مدرستك عشان بديش اتاخر وتطبع قبله على راسها وتفرط فى تلك اليد الصغيرة التى اذا امسكتها غاصت فى يدك يمر يومها ككل يوم لعب ولهو انشاد وغناء لكن عقلها لم يكن معها فلقد اعجبت بفكرة نجومها وتاملاتها ومع هذا الخيال الخصب يصبح يومها احلى والذ واوسع بكثيرانتهى اليوم خرجت ووجدت ندى كالعادة تنتظرها لكن لم تفتح فاها هذا اليوم تسير بالشوارع هى نفسها ككل يوم لايتغير فيها شئ نفس الباعه ونفس الوجوه فمخيم عين الحلوة لايتغير دخلت المنزل لتجد من الهدوء مايكفى العالم تلتفت يمينا ويساراً بدء الخوف يدب فى اوصالها يشق هذا الصمت صوت انين وبكاء تتلألأ عينيها وتملأها الدموع تهرول هنا وهناك رغم صغر المنزل يتعالا الصوت يكاد يسمعه من بالمدينة يخترقه صوت تهليل وتكبيرتسقط عيناها على حبيبة قلبها وقرة عينها تركض تقذف بنفسها وتسبح بحنانها وتكفكف تلك الكفوف الصغيرة دموع حبيبتها الذين بحجمهما امتلأاا بتلك الآلئ الغالية


جنة :لية بتعيطى؟


الام : مبسوطة ياجنتى حزب الله اسر جنديين اسرائليين


تنظر نظرة غريبة لايدرى من يراها اهى فرحة انتصار ام نظرة رضا وتدور بعينيها كانها تفهم مايحدث حولها عالمة هى بأمورمايحدث ولكن من منظور اخر لتخترق الصمت


جنة:ماما هدول اللى قتلو بابا وخلوة ميجيش معانا لتزيد الام فىالبكاء :اه ياحبيبتى اه


جنة:طيب بلاش تبكى خليهم يمشوعنا بعيدوتحتضن امها


اهو خوف ام حب أحست الام ان الحديث يثقل على قلب ابنتها فمسحت دموعها وقالت منصورين ان شاء الله يالا عشان تاكلى ولكن اى طعام وهذة المشاعر الغريبة تملئ كيان الجميع يمر اليوم وكل المخيم امام التلفاز او يستمع للراديوكذلك جنة وامها جالستان للاخبار وهى تمسك ذلك الصديق الصغير المحشوبالقطن تحاكية قليلا عن مايحدث وتشرح له وتخبرة ماتخبرة به امها بانهم عائدين حل الظلام ومر اليوم على المخيم كانه دهرنظرت من النافذة التى دفن نصفها فى الارض حل الظلام وبدات نجومها تسطع فتحت الخزانة بدلت ملابسها فتحت الباب وصعدت الدرج تنطلق صفارة تنظر الام حولها تتفحص وتقلب بعينيها ارجاء المكان تهرول هنا وهناك تربط حجابها وتخرج باحثتا فى الممرات والحوارى تنادى وتصرخ على حبيبتها فلامجيب ترفع عينيها فى السماء التى تبدو للناظر انهى ترتدى ابهى حللها اضواء واحتفالات مابالها تصرخ وتبكى تنظر للسماء فى نفس اللحظة لترى جمالها واضوائها تقف مكانها تشب على الحائط تكلم النجوم فتسمعها ويرد عليها والدها تبشره ان من ابعدوه عن احضانها سيدفعون الثمن تنتفض فجأة تنظر للخلف تبتسم وتتلألأ الاضواء فى عينيها تتراقص الفرحه على محياها تتحرك لتفتح ذراعيها بلهفة تريد ان تركض تجاهه تتمتم بشفاها اشتقت لك يابابا ينبض قلبها بسرعه شوقاً وحباً تمد بيدها ستمسك النجم الان


لتحتضن اباها


أغسطس 2003

هناك تعليقان (2):

حبارير يقول...

ما شاء الله

قلم مبشر ومتمكن

لن تكون آخر زيارة لي هنا بإذن الله

Unknown يقول...

نجوم اضاءت و ما زالت تضيئ حياتنا
نعم يا نجمتى فلاقتصن لكى من لئيم
و لازينن بك دربى
لله درك يا قلم
ماشاء الله ما اروع يراعكم و نور مضيئ لمداده